السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
كانت متشوقة إلى زيارات جدتي والى حكيها عن الماضي ذهبت للسلام على جدتي وزيارتها فجلست أستمع بحديثها المشوق عن ذكريات الماضي وأخباره، فطار خيالي إلى واد آخر...،بدأت أعيد النظر في جسمها النحيل ،وظهرها المتقوس،
ووجهها المتجعد، وعدت بعدها إلى الماضي، إلى مرحلة الشباب....
لقد كانت فتاة تتقد حيوية وشباباً،كانت ممن يضرب بها المثل في الجمال وبهاء الطلعة وكان يخطب ودها الجميع، وكم كان سرور جدي حين أجيب مطلبه بخطبتها....
ثم مضت السنون وسارت الأيام،فآلت إلى هذه الحال..، و لهذا كان غيرنا-من الأمم التي لا تدين بهذا لدين-يلفظونها حين تبلغ هذا المبلغ فلا تجد من يلتفت إليها ويعنى بها؛ ذلك أن الوفاء والبر والصلة كلمات معدومة في قاموسهم....
لقد قادني هذا الموقف إلى التفكير فيما أنا عليه، فكم سنة:عشر. عشرون، أكثر من ذلك...؟وبعدها أودع مرحلة الشباب والحيوية إلى غير رجعة ،ويبدأ العد التنازلي فأضع قدمي في أول طريق الهرم والشيخوخة،فما تعدو حينها مرحلة الشباب أن تكون مجرد ذكرى وطيف يمر بالخيال....
وتساءلت:ترى لو كانت حال جدتي كما هي حال بعض الفتيات الغافلات اليوم، فكيف تنظر إلى ماضيها الآن..؟إنها سوف تجتر الأسى والحزن على هذه الأيام التي ذهبت بلذتها ورغباتها وشهواتها وبقي الألم، بقيت الذكرى السيئة، وبقي الشعور بالخوف من المستقبل، من اليوم الذي يجزى فيه المرء على الصغيرة والكبيرة....
فحمدت الله على أن سلكت طريق الخير والصلاح،وشعرت أني مهما طال بي العمر،ومهما متعت نفسي بالشهوات والذات فإن قطار الشباب مايلبث أن يقف معلناً دخولي مرحلة الهرم والشيخوخة....
ماذا تستحق تلك السنوات القصيرة حين نقضيها في لهو وعبث فارغ، وماذا سنقول عن أنفسنا حين يحدودب الظهر ويتجعد الوجه، أم ترانا-عافانا الله وحمانا وأحسن لنا الخاتمة- نصطحب السوء والصبوة معنا إلى مرحلة الشيخوخة..؟
بل وما أسعد من تحفظ الله في شبابها لتكون ممن قال فيهم الرسول صلى الله وعليه وسلم:{سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله :الإمام العادل،وشاب نشأ في عبادة ربة....}رواه البخاري،ومتى ذلك التكريم والثوب،إنه يوم تعظم الأهوال ويشتد الخطب بالناس ، ويصف لنا الناصح الأمين ذلك الموقف بقولة :{تدنى الشمس يوم القيامة من الخلق حتى تكون منهم كمقدار ميل } قال سليم بن عامر-احد رواة الحديث-:فو الله ما أدري ما يعني بالميل أمسافة الأرض أم الميل الذي تكتحل به العين؟ قال:{فيكون الناس على قدر أعمالهم في العرق،فمنهم من يكون إلى كعبيه،ومنهم من يكون إلى ركبتيه،ومنهم من يكون إلى حقويه،ومنهم من يلجمه العرق إلجاما}قال وأشار رسول الله صلى الله وعليه وسلم بيده إلى فيه..رواه مسلم ....
اللهم لا نكون من القطعيين الرحم، اللهم لا نكون من الغافلات
اللهم اهدينا إلى طريق الخير،اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى،اللهم أعوذ بك من شر ما عملت ومن شر ما لم أعمل اللهم أهدني وسددني ،اللهم إني أسالك الهدى والسدد....
مع تحياتي::: ايلاف الدلوووووووعه